يروي سائق الحافلة، التي سقطت من جسر بعين النعجة في 3 مآي 2011 التفاصيل الكاملة للحادث، وكيفية نجاته من موت محقّق، بعدما أنقذ جميع الركاب
في حادثة لا يمكن تصورها سوى على مواقع اليوتوب. وصول الصحـــآفة إلى السّائق الذي تعرضت حافلته أول أمس، إلى حادث سقوط مميت، من جسر فاق علوه 4 أمتار، على مستوى عين النعجة، لم يكن بالأمر السهل، بالنظر إلى حجم الصدمة التي أصيب بها، لاسيما وأنه نجا من موت محقق، وأنقذ معه أكثر من 70 نفسا، لحكمته، وبالغوص في التفاصيل، يروي السائق الذي له خبرة طويلة في الميدان، أنه استقبل يومه كالعادة، وقصد محطة الحافلات لعين النعجة،أين قام بمساعدة
القابض في صعود الركاب على متن الحافلة من نوع''V8''كبيرة الحجم، وكالعادة أقلع نحو محطة عيسات ادير بالعاصمة:''بمجرد وصولي إلى الجسر،
توقف محرك الحافلة عن العمل، وانطفأ، ما جعلني أحاول تشغيله من جديد، ومع فشلي في ذلك قمت بإنزال المسافرين، بعدما استعنت بحافلة أخرى تابعة
إلى مؤسسة النقل الحضري، وبعدما تأكدت من صعود الجميع، قمت بجرها للوراء رفقة القابض، في محاولة لإبعادها عن طريق مستشفى عين النعجة
العسكري، بالنظر للضغط والإزدحام الذي تسببت فيه، ثم وضعت دعائم لها، ونزلت أفتش عن العطب، فلم أجده، ما جعلني أعاود الصعود وأحاول تشغيلها من
جديد''، يتوقف، يستجمع أنفاسه ليضيف:''ما حدث هو أنه بمجرد صعودي إلى الحافلة، ومحاولاتي لتشغيلها، هوت بيّ، وجذبتني معها بسرعة، ألقيت بنفسي
إلى الخارج، وبقيت متشبثا بالحاجز الحديدي الفاصل، معلقا في الهواء، إلى أن أخذ بيدي بعض المارة والقابض''. وفي السياق ذاته، أضاف المتحدث، أن ما حدث هو عطب يصيب كل هذا النوع من الحافلات، فمباشرة بعد توقفها، ينقص الضغط داخل المحرك، ما يفقد السيطرة في المكابح وهذا ما حدث هنا، حامدا
الله على سلامته، كونه المعيل الوحيد لأسرته ولأبنائه الخمسة، وحامدا الله كونه كان في عونه، ولم يخلف الحادث أي خسائر بشرية تذكر، باستثناء تلف
الحافلة الجزئي، بالنظر إلى قوة الإرتطام مع الأرض.وعن أبرز شيء كان يخالجه والحافلة تتهاوى بقوة وتنجذب نحو أسفل، الطريق السريع الرابط بين بن
عكنون والدار البيضاء، والمعروف بكثافته المرورية الكبيرة في مثل ذلك الوقت، أكد السائق المصدوم، أنه كان يتضرع لله ويسأله ألا يتسبب في مقتل
أبرياء، وهو ما كان-حسبه-، خاصة وأن الحافلة كان من الممكن أن تسحق أكثر من مركبة ساعة سقوطها، مضيفا أن زوجته ما إن سمعت بالخبر الشؤم، حتى خرجت تجري، ومفزوعة، من براقي نحو عين النعجة، وأنه قضى ليلة بيضاء وهو يسترجع شريط ذاكرته، ويتصور سيناريوهات أخرى، لا زالت تنغص طبعه الهادئ إلى الآن.
صدق من قـــآل " جزآئر يـــآ بلآد المعجزآت " و لكم التعليق